مع اقتراب بنك الشعب الصيني (PBoC) من إطلاق العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC) على مستوى البلاد،
تتجه الشركات المملوكة للدولة نحو استخدام اليوان الرقمي في تسوية المدفوعات عبر الحدود.
تم الإعلان في وسائل الإعلام المحلية عن عملية تداول اليوان الرقمي في صفقة دولية تشمل المعادن الثمينة،
مما يبرز رغبة الصين في تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في عمليات التسوية.
شملت الصفقة التي شارك فيها فرع بنك الصين في شانغهاي وبورصة شانغهاي للذهب تداول 100 مليون يوان رقمي (14 مليون دولار) مقابل الذهب.
وشاركت جهات أخرى في هذه الصفقة الرائدة من بينها المجلس المالي الدولي لشنغهاي وبنك الصين في هونغ كونغ،
وتعهد المشاركون بزيادة استخدام اليوان الرقمي في المعاملات الدولية.
وأكد ممثل عن بنك الصين أن هذا الحساب سيسهم في دعم استراتيجية تعزيز منطقة التجارة الحرة التجريبية في شانغهاي وتعزيز جودة وتحديث مركز التجارة الدولية.
يجدر الذكر أن البنك المملوك للدولة لعب أيضاً دوراً هاماً في استيراد خام الحديد الأخير من قبل مجموعة باوو، وهو خطوة تمثل إدخال اليوان الرقمي في قطاع السلع.
بنك الصين أعلن عن شراكة مع BNP Paribas
بهدف استكشاف حالات استخدام جديدة لليوان الرقمي، مؤكداً دعمه القوي للعملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC).
في بداية نوفمبر، تم التعاون بين الكيانات المملوكة للدولة لإجراء صفقة لليوان الرقمي بقيمة ملايين الدولارات في مجال النفط الخام.
تمت تسوية الصفقة عبر بورصة شنغهاي للبترول والغاز الطبيعي (SHPGX)،
وشملت مشاركة شركة بتروتشاينا الدولية المملوكة للدولة وبائع أجنبي غير معروف لشراء مليون برميل من النفط الخام.
تشكل الشركات المملوكة للدولة في الصين نحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وتلعب دوراً كبيراً في التجارة الثنائية.
يرى الخبراء أن تبني الشركات المملوكة للحكومة لليوان الرقمي يعزز فرص النجاح للعملة الرقمية للبنك المركزي في الاستخدام المحلي والدولي.
وفي السياق المحلي،
تم استخدام اليوان الرقمي في قطاعي البيع بالتجزئة والنقل.
حيث قامت الهيئة التنظيمية المصرفية الصينية بتزويد تطبيقات الهاتف المحمول بوظائف جديدة للتنافس بشكل إيجابي مع بدائل الدفع الخاصة.
التركيز على المعاملات عبر الحدود
وبصرف النظر عن النجاح الذي حققته كياناتها المدعومة من الدولة،
لا تزال الصين تضاعف التجارب التي تنطوي على المعاملات عبر الحدود مع العملات الرقمية للبنوك المركزية.
وفي أبريل، طرحت البلاد خطة لنشر اليوان الرقمي في مبادرة الحزام والطريق في شوتشو والمعاملات داخل منطقة خليج قوانغدونغ وهونج كونج وماكاو الكبرى.
وقال داريل تشان، نائب الرئيس التنفيذي لسلطة النقد في هونغ كونغ (HKMA)،
إن “هيئة النقد في هونغ كونغ تعمل مع البنك المركزي في البر الرئيسي، وبنك الشعب الصيني،
لاختبار اليوان الرقمي كأداة للدفع عبر الحدود في هونغ كونغ”.
وقد شهدت الدراسات السابقة تعاون بنك الشعب الصيني (PBoC) مع بنك التسويات الدولية (BIS) والبنوك المركزية الأخرى لاستكشاف قدرات الدفع عبر الحدود للعملات الرقمية للبنوك المركزية بالتجزئة.