أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن نيتها دمج التكنولوجيا الذكية الاصطناعية في القطاعات الرئيسية لاقتصادها، وتعزيز التوعية بذلك بين السكان من خلال مبادرة وطنية.
تسعى السلطات الحكومية في الإمارات العربية المتحدة لتزويد قوى العمل بمهارات متقدمة في مجال التكنولوجيا الذكية الاصطناعية، لتمكينهم من المنافسة في ظل التحولات التكنولوجية الكبيرة.
تكشف خطة الذكاء الاصطناعي الاستراتيجية الوطنية لعام 2031 في الإمارات عن خطط لتعزيز مهارات المواطنين،
بهدف تعميق مجموعة المواهب المتاحة لدى شركات التكنولوجيا الذكية الاصطناعية الرائدة.
تكشف الخطة عن تحركات حكومية متقدمة لإنشاء مراكز بحثية وتدريبية متخصصة وتنظيم رحلات دراسية دولية للطلاب الموهوبين في مجال التعلم الآلي، بالإضافة إلى التركيز على قطاع التشفير
بالإضافة إلى ذلك،
تسعى حكومة الإمارات العربية المتحدة لزيادة استثماراتها في زيادة عدد طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الجامعات،
مما يسهم في تعميق قاعدة المواهب في مجال التكنولوجيا الذكية الاصطناعية في البلاد.
ومن خلال سياسات مستهدفة،
تسعى الحكومة إلى تحويل ثلث خريجي تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) للانخراط في وظائف الذكاء الاصطناعي.
رغم أن خطط الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة واعدة، إلا أن المحاولات السابقة لتثقيف السكان المحليين قد حققت نتائج مذهلة.
من خلال الجمع بين دورات الذكاء الاصطناعي المجانية وبرنامج الذكاء الاصطناعي الوطني بالتعاون مع جامعة أكسفورد،
تمكن ما يقرب من 52% من الموظفين من تحسين مهاراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقد قامت أكثر من 20 جامعة بإطلاق دورات في مجال الذكاء الاصطناعي،
بما في ذلك جامعة محمد بن زايد التي تقدم منح دراسية للطلاب الموهوبين.
ولا تستهدف الخطط التعليمية الحكومية المسؤولين الحكوميين فحسب، بل تشمل موظفي القطاع الخاص.
ويؤكد أكثر من 70% من الرؤساء التنفيذيين في دولة الإمارات العربية المتحدة وجود استراتيجيات طويلة المدى لتطوير مجال الذكاء الاصطناعي.
ولكن هناك عدة عوامل تقف في طريق الخطط الطموحة للدولة الخليجية.
وعلى رأس القائمة أن نماذج الذكاء الاصطناعي قد تستولي على وظائف الموظفين المبتدئين،
لكن المسؤولين الحكوميين قللوا منذ ذلك الحين من أهمية التهديد، مشيرين إلى أن تحسين المهارات سيؤدي إلى أدوار جديدة مع تحسين الإنتاجية.
هناك مخاوف مستمرة من أن الولايات المتحدة قد تمنع بيع رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الإمارات العربية المتحدة
بسبب مخاوف تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان مع احتدام سباق التسلح التكنولوجي الناشئ في الخليج.
دمج الذكاء الاصطناعي في المدارس
تم البدء في دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم تقنية الذكاء الاصطناعي للطلاب في المدارس الابتدائية والثانوية على مستوى البلاد، وذلك لتحقيق أهدافها في هذا المجال.
على الرغم من قلة التفاصيل المتاحة،
يشير الخبراء إلى أن مسؤولي التعليم سيتبعون خارطة الطريق التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بشأن استخدام التكنولوجيا الذكية الاصطناعية في البيئة التعليمية.
صرحت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي،
بأن “الذكاء الاصطناعي المبتكر يمكن أن يشكل فرصة كبيرة للتنمية البشرية، ولكنه قد يسبب ضرر وتحيز.
لا يمكن دمجه في التعليم دون مشاركة الجمهور وتوفير الضمانات والتنظيمات الحكومية اللازمة.”
وتعمل الأمم المتحدة على إرساء قيود على استخدام التكنولوجيا الذكية الاصطناعية في المدارس،
بما في ذلك فحصها والتأكد من ملاءمتها للطلاب الصغار، للحد من المخاطر التي قد تواجهها هذه الفئة العمرية.
بالإضافة إلى ذلك، لكي يعمل الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح وفقًا للقوانين ويواجه التحديات المتنامية،
يتطلب دمج نظام البلوكشين في البنية التحتية للمؤسسات، والذي يضمن جودة البيانات وملكيتها،
مما يساعد على الحفاظ على سلامة البيانات وضمان عدم تلاعبها.