تحذر دراسة جديدة أجراها بنك التسويات الدولية (BIS) من المخاطر المحتملة المرتبطة بتطبيق الذكاء الاصطناعي (AI) في البنوك المركزية
وتنبه الهيئات التنظيمية المصرفية إلى هذه المخاطر التي تترتب على استخدام التكنولوجيا الناشئة.
يتناول التقرير، المؤلف من تسع صفحات والذي يحمل عنوان “الذكاء الاصطناعي في البنوك المركزية”، حالات استخدام الذكاء الاصطناعي والمخاطر المتعلقة بنماذج اللغات الكبيرة (LLMs) في البنوك المركزية العالمية.
ووفقًا للتقرير
تعتبر البنوك المركزية من أوائل المتبنين لتلك التقنيات، وقد اعتمدت على نماذج الذكاء الاصطناعي في التحليل قبل أن يتم تسليط الضوء عليها في العام 2022.
من ناحية الفائدة
تعتمد البنوك المركزية بشكل كبير على نماذج الذكاء الاصطناعي لجمع المعلومات، وذلك بسبب تعقيد البيانات الحديثة التي تجعل مهمة المعالجة البشرية مكلفة جدًا من حيث الوقت.
وتستخدم البنوك المركزية تقنيات التعلم الآلي في أعمالها، مثل أخذ عينات البيانات وتنظيفها ومطابقتها مع المصادر الحالية.
تتجه البنوك المركزية أيضًا نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في التحليل المالي لاتخاذ قرارات بشأن السياسة النقدية.
باستخدام الشبكات العصبية ، يمكن للبنوك المركزية الحصول على البيانات في الوقت الحقيقي لتوقعات التضخم والحصول على تعليقات حول فعالية السياسة النقدية من خلال مراقبة منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار التقرير إلى أن غربلة هذه الكمية الهائلة من المعلومات لاستخلاص الأفكار ذات الصلة قد يستغرق وقتًا طويلاً، ومع زيادة حجم البيانات يصبح من الصعب تقريبًا التعامل معها.
تظهر النتائج التي تمت مشاركتها في دراسة جديدة تم إجراؤها بواسطة بنك التسويات الدولية (BIS) أن هناك مخاطر محتملة تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في البنوك المركزية.
تستخدم هذه البنوك نماذج لغة البنك المركزي (CB-LM) لتجميع المعلومات وتحليلها، وتستخدم أيضًا أنظمة الذكاء الاصطناعي للإشراف على أنظمة الدفع واكتشاف المعاملات المالية غير النظامية.
ومع ذلك
تشير الدراسة إلى أن هناك مخاطر مترتبة على استخدام هذه التقنيات.
فمن الممكن أن تكون نتائج نماذج الذكاء الاصطناعي متحيزة نتيجة للاعتماد على مجموعات بيانات غير متوازنة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تبني قرارات غير عادلة أو غير موضوعية.
بالإضافة إلى ذلك، نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية قد تعاني من مشكلة هلوسة وتتطلب إشرافًا بشريًا لتقليل حدوث الأخطاء.
من الناحية المالية
يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي في البنوك المركزية تكاليف إضافية لتدريب الموظفين على هذه التقنيات الجديدة.
ومن المتوقع أن تواجه البنوك المركزية منافسة قوية من الشركات المالية الخاصة في جذب الموظفين ذوي المهارات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي، نظرًا للفروق في الرواتب بين القطاعين العام والخاص.
على الرغم من هذه المخاطر، يعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي في البنوك المركزية تطورًا مهمًا وضروريًا في التكنولوجيا المالية، حيث يمكن أن يساهم في تحسين كفاءة العمليات وتحسين قرارات السياسة النقدية.
ومن المهم أن تتخذ الهيئات التنظيمية المصرفية التدابير اللازمة للتعامل مع هذه المخاطر وضمان استخدام التكنولوجيا بطرق مسؤولة وموضوعية.